السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه وبعد .
اليوم ان شاء الله سوف اتكلم عن مكان نزول ٱدم عليه السلام الى الارض .
لم يرد نصٌّ صريحٌ في القرآن الكريم أو عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يذكر مكان نزول آدم – عليه السلام – وزوجه حواء، وإنما ذكر العلماء بعض الأقوال في ذلك، والتي ربّما قد تصيب أو يصحُّ شيءٌ منها، وربما لا يصح شيء منها على الإطلاق، وتبقى تلك الروايات ممّا يؤخذ بجيده ويُترك سقيمه إن كان مُخالفاً للكتاب والسنة، وكون ما جاء فيها من الأقوال ليس مخالفاً للقرآن والسنة فلا ضير في نقله على سبيل الاستئناس لا الإثبات، وفي الآتي بيانُ ما جاء في ذلك عن العُلماء:
قيل: إنّ آدم آدم نزل في الهند، بينما كان نزول حواء بجدة في المملكة العربية السعودية، وقد رُوي هذا القول عن الحسن البصري رحمه الله عليه.
قيل: كان نزولهما جميعا في الهند، وأنهما لم يَفترقا من حيث النزول، وقد نقل هذا القول ابن كثير عن السُّدي رحمهما الله. قال آخرون:
أُهبِط آدم بمنطقةٍ بين مكة والطائف تُسمى دحنا، ولم تذكر هذه الرواية موضع نزول حواء، ويؤيّد هذه الرواية ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنه – من قوله:
(أُهبِطَ آدمُ إلى أرضٍ يقالُ لَها دَحنا بينَ مَكَّةَ والطَّائفِ).
قال بعض القدامى: أُهبِط آدم بالصفا في مكة المكرمة، وأهبطت حواء بالمروة، وقد رُوي هذا القول عن ابن عمر رضي الله عنهما.
سبب نزول آدم من الجنة لمّا خلق الله آدم بيديه أمر الملائكة بالسجود له تَكريماً له، وتعظيماً لله الذي صنعه بيديه، فسجد الملائكةُ لآدم سجود تكريمٍ لا سجود عبادة، وكان ذلك طاعةً والتزاماً بأمر الله سبحانه، وكان ذلك ديدنهم على الدوام، فهم عباد الله الذين لا يعصون ما أمره، ويفعلون ما يؤمرون، لكنَّ إبليس الذي كان في تلك الفترة يُعد من الملائكة استكبر عن أمر الله وامتنع من السجود لآدم، وقد عَلَّل سبب رفضه الخضوع لأمر الله بالسجود لآدم بأنه خيرٌ منه فهو مخلوقٌ من نار، أما آدم فمخلوقٌ من طين، قال تعالى:
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا).
حينها سخط الله على إبليس وطرده من بين ملائكته بعد أن أدناه منه وجعله واحداً منهم…