السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد اليوم ان شاء الله سوف اتحدث عن هاروت وماروت معلما السحر في بابل .
<><>
في القرٱن الكريم ذكر الاسمين هما « هاروت و ماروت » وبلد ارتباط بهما هو « بابل » .
فأما بابل هي فهي حضارة الكلدانيين - قوم إبراهيم - في العراق القديم، ومن أشهر المدن التاريخية في الشرق .
<><>
أما هاروت وماروت فهما شخصان دار حولهما الجدل بين مفسري ذكرهما من ٱيات القرٱن : « وما أنزل على الملكين بلابل هاروت وماروت » ففي تفسير الطبري وابن كثير، نجدهما ينقلان جدا المفسرين حول المقصود من الآية، هل هو « الذي أنزل على الملكين ببابل »، ثم يبدأ سياق جديد بذكر رجلين اسمهما هاروت وماروت ؟ هذا التفسير يقول ان بعض اليهود قد ادعوا ان الملكين جبريل وميكائيل قد نزلا عليهما تعليم السحر من السماء وهما بأرض بابل، فينفي القرٱن ذلك قائلا « ما أنزل » أي ما أنزل الله عليهما شيئا » ثم ينسب تعليم السحر لرجلين هاروت وماروت.
<><>
ويقول تفسير غيره ان هاروت وماروت ملكان كان يتكلمان بلغة الملائكة، فكان البشر يستخدمون هذه اللغة لممارسة السحر ويضيف تفسير ٱخر ان السحر كان من العلوم التي التي أنزلها الله ليعلم الإنسان الخير و الشر، لكي يسعى للخير ويتقي الشر، فعصا البعض ربهم ومارسوا السحر، وكانوا يتعلمونه من الملكين هاروت وماروت بأرض بابل، وكانا قد عاهدا الله أنهما ينذران الراغب في تعلم السحر ب« إنما نحن فتنة فلا تكفر » قبل أن يعلمان إياه .
<><>
ولكن نفس التفسيرات تحمل بينهما القصة الشائعة عن هاروت وماروت، وهي أن الملائكة أبدوا لله استغرابهم من كم الذنوب التي يقترفها البشر، فقال الله لهم إنهم لو ركبت بهم شهوات البشر لارتكبوها، فاختاروا منهما هاروت وماروت لينزلا الى الارض في هيئة بشرية، وقال لهما الله إنهما ينجوان من الاختبار لو التزما عدم السجود لغيره او الوقوع في الزنا او شرب الخمر او القتل، فتعرضا لفتنة امرأة اسمها « الزهرة » فارتكبا كل ذلك الذنوب، فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختاروا عذاب الدنيا لانه ينتهي .
<><>
واختلف في عذبهما، فقيل هم معلقان من شعورهما بين السماء والارض، وقيل أنهما منكسان في حفرة بها نار وقطران، وقيل أنهما معلقان بأرجلهما وبينهما وبين الماء مقدار أربعة اصابع لا يستطيعان الوصول إليه ليرويا ظمأهما .
<><>
وقيل أنهما كانا بمصر وعلما كهنتها السحر، ثم بعد ارتكتبهما الخطيئة امرا ان يذهبا لأرض بابل لينالا عقابهما .