السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه وبعد .
<><>
اليوم ان شاء الله سوف اتحدث عن التّداوي بالحجامة والتي تعد وصية من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم .
<><>
نبدأ على بركة الله:
الحجامة هي دواء لا يستغني عنه المعالج أو المريض في علاج جميع الأمراض الرّوحية طيلة فترة العلاج حتّى يرفع الله الداء، وذلك لما فيها من إخراج الدّم الفاسد من الجسد وما تحمله من منافع للجسم، وفي نفس الوقت هي تضييق لمجاري الشّيطان، لقول رسول الله : (إنّ الشّيطان يجري من ابن آدم مجري الدمّ)(رواه مسلم)، فيتأثّر العارض بالحجامة تأثيرا كبيرا حتّى أنّ بعض المرضى تصرع قبل الحجامة، ومنهم من يشتد به الخوف ومنهم من يستفرغ مادة السّحر فتكون الحجامة سببا في شفائه.
<><>
وأصل الحجامة من الحَجْمُ: (المَصّ. يقال: حَجَمَ الصبيُّ ثَدي أُمه إذا مصه. والحجامُ المَصَّاص. قال الأَزهري: يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة، والمِحْجَمُ والمِحْجَمَةُ: ما يُحْجَم به. قال ابن الأَثير: المِحْجَمُ، بالكسر، الآلة الّتي يجمع فيها دم الحجامة عند المصّ، قال: والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحجام ومنه الحديث: لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطة مِحْجَمٍ، وحِرفَتُه وفعلُه الحجامةُ. واحْتَجَمَ طلب الحجامة، وهو مَحْجومٌ، وقد احْتَجَمْتُ من الدمّ)(لسان العرب).
<><>
ولقد وردت عدّة أحاديث في فضل العلاج بالحجامة، فقد روى البخاري في صحيحه عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الشّفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نارٍ وأنهى أمتي عن الكي)، وفي الصّحيحين عن أنس رضي الله عنه: أنّه سُئلَ عن أُجرةِ الحجَّام، فقال: احتجم رسول الله ، حجمه أبو طيبة، وأعطاه صاعين من طعام، وكلم مواليه فخففوا عنه، وقال: (أنّ أمثل ما تداويتم به الحجامة، والقسط البحري).
<><>
وأخرج أحمد في المسّ ند والترمذي وابن ماجة في السنن، والحاكم في المسّ تدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله: (ما مررتُ بملإ من الملائكة ليلةَ أسري بي إلاّ كلهم يقول لي: عليك يا محمّد بالحجامة)(قال الألباني في صحيح الترغيب صحيحٌ لغيره).
<><>
ولقد وردت أحاديث في تخصيص أيام دون أخرى للحجامة، ولكن في حالة المرض فتكون متى احتاج لها المريض، يقول ابن القيم: (واختيار هذه الأوقات للحجامة فيما إذا كانت على سبيل الاحتياط والتّحرّز من الأذى وحفظاً للصحة، وأمّا مداواة الأمراض فحيثما وجد الاحتياج إليها وجب استعمالها).
<><>
وأفضل الحجامة بالنسبة للإمراض الرّوحية هي عندما يشعر المريض بتعب شديد في جميع أطرافه وخاصّة في ظهره، بحيث تنتشرّ الأوجاع ويغلب عليه التّعب، وأفضل أوقاتها في الصّباح الباكر على الريق لما في ذلك الوقت من بركة. ولا بدّ أن يتعهد المريض نفسه بالحجامة مرّة في الشهر على الأقل ويحبذ لو أنّ أحد أفراد العائلة يتعلّمها حتّى تتوفر للمريض في الوقت الّذي يحتاج فيه إلى الحجامة.
<><>
وأمّا أماكن الحجامة المتعاهدة فهي في أعلى الظّهر وفي وسط الظّهر، تحت الأكتاف، وفي أسفل الظّهر، كما يبينه الجدول اللاحق. والحجامة علاج للأمراض العضوّية والنّفسيّة الّتي تتسبب فيها الأمراض الرّوحيّة، فالحجامة تساعد بشكلّ عامّ على تخفيف الوسواس وخاصّة الحجامة في الصدر، وهي أيضا مفيدة لمن يعاني من آلام القلب الّتي تسببها العين، كما أنّ الحجامة تحت الصدر وأعلى المعدّة تفيد في دفع أعراض العين الّتي منها قلّة الشهية وانقباض في أعلى المعدّة، كما تفيد في استفراغ السّحر المأكول بشكلّ كبير، والحجامة أسفل البطن تفيد في ما يصيب الجهاز التناسلي من سحر الرّبط وسحر النّزيف ومنع الإنجاب….